تغاريد غير مشفرة (264) .. أنت المسؤول لا نحن..!!
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
عندما تحتكر المعلومة وتمنع حق المواطن في الحصول عليها. وعندما تمنع عضو مجلس النواب من الحصول على الموازنة العامة للحكومة وحساباتها الختامية تكون قد صادرت أهم حق رقابي للمجلس ولأعضائه وللمواطنين، بل تكون قد ارتكبت جريمة دستورية واضحة كالشمس بحق الشعب يجب أن تحاكم عليها أنت لا نحن..
(2)
عندما تتفاوض وتتنازل عمّا ليس لك فيه حق، ثم تحيطه بالسرية والكتمان عن شعبك ومواطنيك، تكون قد انزلقت إلى ما هو أكثر من ممنوع ومحظور، بل تكون قد انجرفت إلى اقتراف جريمة الخيانة العظمى التي لطالما أتهمت خصومك بها، وبالتالي تتساوى معهم في ارتكاب هذه الجريمة، وتتشاركها معهم، مع فارق بسيط هو اختلاف المبررات والدوافع فقط .
(3)
عندما تفاوض دون أن يعرف وزير خارجيتك شيئا عن هذا التفاوض، بل وعدم دراية رئيس حكومتك بما يجري من تفاوض وتنازل، وعدم إعلام واحاطت حكومتك عما حدث ويحدث في شأن هو من صميم اختصاصها، تكون قد أمعنت في عدم المؤسسية، وهدمت القواعد الدستورية والنصوص القانونية التي تتولى بيان الاختصاص، وصرت تعمل في مشهد اللادولة، بل وبت تفتقد على نحو جم إلى أبسط المعايير والأسس للعمل المؤسسي.. هنا تكون قد عدت بوجها ما إلى ما قبل الدولة ومؤسساتها وبقاياها..
(4)
وفي نفس المقام تكون أنت المسؤول الأول عن تلك المعلومات التي قد لا يكون تقديرها صحيحا.. بل وأيضا على التسريبات والتفسيرات البعيدة عن الواقع، والإشاعات التي قد تموج في الأوساط السياسية والإعلامية والمجتمعية.. كل شيء هنا يقول أنت السبب، والسبب أنت مرتين..
(5)
عندما تحجب عن مواطنيك المعلومة الصحيحة تكون أنت من فتحت الباب على مصرعيه للتكهنات والتقولات بل والإشاعات أيضا.. عندما تعطل القنوات المشرعة في الحصول على المعلومة تكون أنت من دفعتني للبحث عن المعلومة والحصول عليها من مصادر وقنوات غير مشروعة وتلحقك المسؤولية إن كانت غير دقيقة.
(6)
عندما تعطي المعلومة للأجنبي وللمنظمات الدولية بدافع الحصول على المال بأي وجه كان وتمنعها عن مواطنيك رغم أن الدستور والقانون يُلزمانك أن تقدمها لممثلين الشعب.. هنا أنت من تمارس الارتزاق لا نحن، بل أكثر من ذلك.. أنت هنا لا ترتكب مخالفة قانونية، بل تقترف جريمة بحق شعبك. فلماذا تهرب من استحقاق شعبك عليك، وتلقي بخطئك على الآخرين.. ما ترتكبه من منع هو في الواقع جرائم وفق القوانين النافذة، وبعضها يرتقي إلى مصاف الجرائم الدستورية، بل ليس دونها.. وبالتالي أنت من يجب أن يُحاكم لا نحن..
(7)
في كل قضايا الرأي العام يجب أن يوضح ممثل الجهة أو الناطق الرسمي للحكومة ما يحدث، فإذا لم تفعل فتكون أنت المسؤول الأول عمّا ذهب إليه الناس من فهم أو خطاء أو تفسير.. غير إن المسؤولية أكبر عندما يكون هذا المصدر المسؤول هو من يظلل الناس ويقدم لهم معلومات كاذبة أو مفركة.. هنا أنت من يجب مساءلتك لا نحن..
(8)
والأكثر كارثية أن ينصب غضبك على من يكشف المعلومة للناس، أو يوثقها بالصورة والصوت أو الفيديو فتقمعه أو تحبسه دون دستور أو قانون أو قضاء والأمثلة على هذا كثيرة.. وأكثر من هذا عندما تمنع كشف وإذاعة تقارير الفساد للناس بل وتتعمد أن تحيطها بالكتمان والسرية، وأكثر من هذا تحصنها باتهام من يكشفها بالتخابر، وتتعمد الخلط بين قضايا أمن الدولة وقضايا الفساد وتحصن الأخيرة بالأولى.. هنا تكون أنت لا نحن الفاسد والمفسد وحامي الفساد وربه..
(9)
نحن لا نستسلم في الحصول على المعلومة التي تمنعها عنّا، ومحاولة الفهم الذي تريد أن تستولي عليه، واحتكار المعلومة ومنعها عن مواطنيك وممثليهم الذين يجب أن يحصلوا عليها وفقا للقانون، فتمنعها عنهم، بل وتتهمهم حكومتك بالخيانة دون دليل، وبالتالي تحتكر الوطنية وتصادرها على ممثلين الشعب، وتوزعها صكوكا لأحبابك ومواليك..
(10)
هذا الصوت الشجي المفعم بالمحبة من صديقي اللبناني حسان من منصة : “المحبة الركن الأول للسلام..”
شكرا لهذه المؤازرة ضد التهديد الموجه ضدي من رئيس الأمن والمخابرات في صنعاء..
شكرا لهذا الموقف العابر للحدود والنابض بالنور والحب والمترع بالنبل والحياة..
شكرا لجامعنا المشترك المحبة والحق والعدالة..
شكرا لروحك الشفيفة ..
روعتك بلا حدود..
(11)
اللجنة العدلية من الامن والمخابرات وممثلين من بعض الأجهزة التنفيذية يشرفون على القضاء ويمنعون تنفيذ الأحكام..
ما هذا الرفس؟!!
الغوا القضاء وسلم الله وبارك..!!!
ما يحدث لا اعرف ما أسميه..
ما يحدث أسوا حتى من “المخضرية” التي سمعنا عنها..
(12)
تضامني الكامل مع الفنان اصيل أبو بكر واطالب الأمن بالإفراج عنه.. كما اطالب سلطات الأمن والجهات المعنية بإغلاق ميكرفونات المساجد التي ما بتخلينا نرقد من الساعة ثلاث ونصف من الثلث الاخير من الليل.. قيم الجامع يفتح المسجل ميكرفون وروّح يرقد.. هذا الجنان حقهم مسموح واسعاد الناس بصوت الفنان اصيل الذي أخفض الصوت فيه حبس والشيء الفلاني، فيما ميكرفوناتهم تشق الجدران وتدخل على نومنا صواعقا وأحجارا وشظايا..
(13)
هل يستطيع القاضي الذي ينظر في قضية انتصار الحمادي أن يفصل في الدفوع المقدمة أمامه بعد مضي مدة غير قليلة من تقديمها؟!
وهل يستطيع أن يوقف الانتهاكات التي ارتكبت ولا زالت ترتكبت بحق انتصار الحمادي في السجن وإحالة مرتكبي تلك الجرائم للقضاء؟!
(14)
سياسة ممنهجة تستهدف التعليم في اليمن..
مؤامرة تريد تسيد الجهل ووأد التعليم في اليمن..
سياسة يتم تنفيذها من خلال الحوامل والأدوات المحلية؛ لأنها الأقدر على تنفيذ تلك السياسات التي تستهدف الوطن ومستقبله..
مثل تلك السياسات لا تستهدف المعهد العالي للقضاء، أو القضاء، أو جامعة صنعاء ومخرجاتها.. بل تستهدف شعبنا ومستقبله..
حرمان أساتذة الجامعة من مرتباتهم وكذا المعلمين في مختلف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية والمعاهد المتخصصة، ورفع الرسوم وتسليع وخصخصة التعليم وتحويل التعليم من خدمة للمجتمع إلى مصدر جباية من المجتمع..
كل هذا يستهدف اليمن إنسانا وشعبا وتعليما وتاريخا وجغرافيا ووحدة ومستقبل..
(15)
تسلط الجهل وبات ينتقم من كل الذين لهم باع في علم أو معرفة.. يعمد إلى تجهيل الجيل ويريد ان يحول المجتمع إلى محاطب حرب.. يبحث عن اتباع ورعاع ودهماء ومغرر بهم لا عن قادة وأفذاذ ومفكرين.. يريد أن يحول الوطن الى مملكة وأفراد الشعب إلى أجرأ وسخرة وعبيد..
وعندما رفض وقاوم الكثير اراد اذلالهم بالجوع والمجاعة إلى يوم الدين.. بل وبلغ به انتقامه وثاره ان يذل المجتمع بأسره لأنه رفض أن يكون على النحو الذي يريد..
واليوم تبصر من احسن الظن بهم أو توسم فيهم الصلاح والتغيير إلى الأفضل.. اكتشفنا ما تخبوه النوايا والطوايا وبدوا في واقع اليوم اشد كارثة وجائحة من كل الذين مروا من هنا..
استولوا هم واتباعهم على الحقوق والمال والوظيفة العامة.. بل وكل مقدرات الشعب التي وقعت تحت ايديهم وسلطانهم. عبثوا وعربدوا وتوحشوا.. ارادوا اذلالنا للابد بمبرر العدوان الذي شرعنوا لوجوده واذاقونا أكثر منه وجعا ومجاعة وعوز..
ارادوا اذلالنا الى آخر الزمان إن كان للزمن ختام..
لن يذلونا مهما كانت سطوة أقدارهم على هذا الشعب الصابر والمكابد..
(16)
اعلم بكل ما تعملونه ضدي
واعلموا إن ذلك يقويني
على نحو لا تتصورنه..
(17)
على نحو عفوي..
يتشكل اصطفاف عريض مناهض للأنصار
تدعمه الأخطاء والخطايا..
التي يرتكبونها كل يوم
(18)
بدلا من الذهاب إلى الالتزام بدفع رواتب واستحقاقات الموظفين..
هربوا إلى البحث في الأسماء والألقاب..
هروب سخيف إلى قضايا أسخف..
فيما الحقوق والقضايا الجادة لا يطرقونها ببنت شفة..
إنه طمع الاستحواذ ..
والإفلاس المضاعف..
والهروب المترع بالفشل والعجز وقلة الحيلة..
إنه التعري والانكشاف المستمر..
(19)
المجتمع يحتقن ليس بسبب ما يتم نشره لأن ما يتم نشره اقل بكثير من ١% مما يحدث في الواقع..
الواقع يعج بالمظالم الثقيلة التي ترتكب كل يوم..
يزدحم كل يوم بألف قضية..
طغيان من الممارسات اليومية التي تحرم المواطنين من رواتبهم واستحقاقاتهم، وتنتهك وتستبيح حقوقهم وحرياتهم.. وتفرض مزيد من الجبايات عليهم..
وأكثر منه تثقل كواهلهم بكثير من الفساد السياسي والمالي والإداري الضخم الذي لا يكف عن التغول والتضخم والافتراس..
(20)
كل يصفي ملعبة..
ويصادر ممتلكات خصمة الواقعة تحت يده..
يتم هذا تحت رعاية دولية او بتوطؤ جم من الاطراف الدولية المعنية..
كل هذا إنما هو خطوة على طريق شرعنة تقسيم وتمزيق ومحاصصة اليمن..
تلك هي الحكاية كلها لا غيرها..
(21)
لستم وحدكم من يجيد اصدار الأحكام وفي مقدمتها أحكام الإعدام..
مارب ايضا تجيد اصدار الاحكام مع فارق انكم كنت السباقين لإصدارها..
كلها أحكام سياسية بامتياز لا قضائية..
قضاة اكثر طاعة واستجابة من وعاظ السلاطين..
ومع ذلك ما اقترفه كبرائكم فظيع ومرعب وتاريخي ولن تنساه الأجيال المتعاقبة..
(22)
لماذا كلما هاجموه بضراوة هو وحزبه مالت الناس إليه حتى من كان إلى عهد قريب ضده؟!
هل هناك متغير مستقبلي لصالحه فيدفعهم خوفهم إلى فعل كل ذلك؟!
هل هو طغيان الأسوأ على السيء بفارق عصي على المقارنة؟!
هل هو النكاية بخصمه الذي أغتر فتكبر وتجبر فمال الناس لسلفه؟!
أم كل هذا وذاك؟!
اتحدث عن صنعاء..
وعن صالح وحزبه..
(23)
وشهد شاهد من اهله..
بدلا من خلس ظهور الفاسدين أو على الاقل التحقيق في وثائق الفساد التي يتم تقديمها على امل مكافحته خلسوا ظهر صاحبهم الذي كشف الفساد.. خلسوه مدة ثلاثة اشهر طوال دون دستور أو قانون أو قضاء..
واكثر من هذا لم يحققوا فيما بين يديه من وثائق.. مثله مثل خليل العمري الذي كشف قضية فساد اكثر خطورة وحساسية.. وبدلا من ملاحقة الفاسدين يريدون محاكمة كاشفه.. إنهم لا يميزون بين قضايا امن الدولة وقضايا الفساد بل يحصنون الاخيرة بقضايا أمن الدولة حتى لا يتجاسر احد على كشفها..
عبدالرحمن المؤيد الذي ظل ثمانية اشهر يتابع الجهات العليا تم خذله بإمعان.. وعندما نشر قضايا الفساد موثقة في صفحته وممارسة حقه الدستوري في النشر تم الزج به في المعتقل.
– انتهاكات حقوقه الدستورية والقانونية..
تم سجنه ثلاثة اشهر ..
تم ضربه واهانته..
الطعن في عرضه..
– لم يحققوا في الوثائق التي بين يديه
بات الفساد هو من يحكم لا سواه..
والقضايا الآنفة ذكرها أكبر دليل وشاهد..
(24)
بعض ما كتبته يوما:
“وجدنا الحياة التي يُفترض أن تكون أفضل قد باتت أكثر من بائسة، والرأس الذي حرصنا عليه من الرشح والصداع، بات هو الأخر بخسا أو دون قيمة، يُزهق برصاصة ربما تأتيك من بائس أمّيِّ الفكرِ والثقافةِ والهدى، وربّما ممّن لا يجيد القراءة والكتابة، فيما الأوغاد يديرون المشهد من بُعدهم الآمن والمحصّن.”
(25)
يريدوا ان نكتب على قبح الآخرين ليقولوا لسنا وحدنا أو ليقولوا اقبلوا بنا فنحن أهون شرا وأقل في القبح درجة..
عندما يصل النهب والفساد اوجه ويبلغ القبح حد البشاعة فلم يعد يفرق لدينا الا فرق واحد هو انكم لا تستحوا وانتم تتحدثون باسم الله والمستضعفين والدولة العادلة وهذه العلة أكبر الكبائر عندنا.. على الأقل استحوا لعل وعسى..